{فَكَذَّبُوهُ} يعني نوحا {فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلائِفَ} أي: جعلنا الذين معه في الفلك سكان الأرض خلفاء عن الهالكين. {وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ} أي: آخر أمر الذين أنذرتهم الرسل فلم يؤمنوا.{ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلا} أي: من بعد نوح رسلا. {إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ} بالدلالات الواضحات، {فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ} أي: بما كذب به قوم نوح من قبل، {كَذَلِكَ نَطْبَعُ} أي: نختم، {عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ}.{ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ} يعني: أشراف قومه، {بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ}.{فَلَمَّا جَاءَهُمْ} يعني: جاء فرعون وقومه، {الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ}.{قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا} تقدير الكلام: أتقولون للحقِّ لما جاءكم سحر أسحر هذا، فحذف السحر الأول اكتفاء بدلالة الكلام عليه. {وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ}.{قَالُوا} يعني: فرعون وقومه لموسى، {أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا} لتصرفنا. وقال قتادة: لتلوينا، {عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ} الملك والسلطان، {فِي الأرْضِ} أرض مصر. وقرأ أبو بكر: {ويكون} بالياء، {وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ} بمصدقين.